التخطي إلى المحتوى الرئيسي

علاقة الاعلام مع الاكتئاب ونظرتي عن العنصرية!











في مقرر "الاعلام والمجتمع" -تقريبًا اخذته قبل سنتان- طلبت الدكتورة منّا كتابة سيرة ذاتية ثقافية تعكس الهوية الخاصة (على سبيل المثال العرق الذي انتمي له والجنس والمواطنة والطبقة والإعاقة إن وجدت وغيرها من الأمور التي تؤثر في حياتي) وتوضيح كيف أثرت هذه الجوانب على تجربتي وعلى تطويري الذاتي واربط التجربة مع النظرية التقاطعية والهيمنة والأيديولوجية في حياتي وكتبت في ورقتين عن مشاعري هنا سأعرض ماكتبت والموضوع عبارة عن جزئين جزء عن التظلم الذي تعرضت له وجزء عن تمييزي اتجاه الآخرين:  

اولًا سأعرض بعض المصطلحات للفهم: 
لأيديولوجية(العقيدة): هي مجموعة من القيم والعقائد والمشاعر التي تقدم نظرة حول العالم.
*الهيمنة(السيطرة): هي القوى الحاكمة والاجتماعية والثقافية المهيمنة وعادة ماتكون الجهة التي تتولى السلطة. 
*النظرية التقاطعية: تُعتبر تجارب الأفراد نتاجًا لتمييز المقطعي في مجالات العنصرية والطبقية والجنسية(المرأة والرجل). 


سمي منار انثى ابلغ من العمر العشرون سنة، انتمي للطبقة المتوسطة/المرتفعة حسب أسلوب المعيشة أما عن العرق لطالما تساءلت ألسنا جميعنا ننتمي للعرق البشري؟ لماذا يجب ان يكون هناك اختلافات وتمييز؟ من يصنع هذا التمييز ؟ ومن الذي يساعد على انتشاره؟ البشر؟ الأعلام؟

اعتقد بما أن القارىء امرأة فلربما تعلمين بالامتيازات والظلم بين الرجل والمرأة ولربما تصلك العديد من القصص من زميلاتي أو قصص سمعتِها.

اليوم لن اتحدث عن ايدولوجية الذكورة وامتياز الذكر وقمع الانثى اليوم موضوعي مختلف وقد فكرت ان اتحدث كأنثى وتجاربي حول هذا لكن بالسنين الماضية اكتشفت امرًا اصابني بالدهشة كانت شكوك جعلتني أهرب مني لم أن أريد أن أعترف بها

كنت في 17 من عمري فتاة طموحة وحالمة فشلت في تحقيق خطة حياتها التي رسمتها يأست وضاعت كثيرًا وحاولت وسقطت ثم ظلت تحاول وسارت في طريق لاتعلم ماهو حتى لكن لم تكن هنا القصة ، القصة هي اكتشافي للاكتئاب لطالما قرأت عن الامراض النفسية والاضطرابات كنوع من الثقافة ولأنه كان لدي حلم أن أصبح طبيبة نفسية، لكن كل هذه الأمور قد نسيتها والآن أنا طالبة في السنة الثانية من الهندسة واكتشفت قلة تركيز وقلة نشاط وتغير في المزاج وتعثر دراسي رغم تفوقي في جميع مراحلي الأمر اخذ مني سنتان لكي اقرر بأنه علي الذهاب لطبيب نفسي أو على الأقل الى اخصائي وبصراحة تامة لم أرد الذهاب ولم أملك الشجاعة التامة طبيب نفسي؟ هل أنا غير طبيعية؟ هل أنا مجنونة؟ هل سآخذ الادوية ؟ هل سأدمن عليها؟ ماذا ستكون ردة فعل اقربائي واصدقائي؟ هل سيظنون بأني مدعية ولست مريضة وابحث عن شفقة فقط؟ هل سيسخرون مني؟ كل هذه الشكوك كانت في عقلي.

في شهر أغسطس في أول أسبوع منه كان أغسطس مظلمًا بالنسبة لي، كان يوم الجمعة يوم لطيف ويكثر به البهجة والروحانية، كنت بالصباح كأي شخص يقضي عطلته مع شقيقتي اشاهد فلمًا لكن الفاجعة في المساء قررت ابنة العشرون عامًا أن تنهي وجودها لأن الحياة أصبحت مملة! فقط هكذا

لم أكن اكترث لوجودي في هذا العالم لم استطع فعلها، لم استطع وقد تخيلت بأني جبانة! ذهبت إلى اخصائي نفسي بعد نصيحة من صديقة لكن للأسف لقد كانت فاجعة أخرى في الوقت الذي كنت به ضعيفة وقد احتجت للمساعدة اعتقد بأني مددت يدي للشخص الخطأ، لايسعني أن أكتب أو أتذكر ذكرياتي مع الاخصائي الذي في حقيقته تربوي سيء لكن لم استسلم بالرغم اني كنت اعلم بأن لا أحد سيساعدني علي أنا فقط ان "أعيش" ليس لأجل أحد فقط لأجلي والآن أنا أتعالج عن طريق الأدوية قبل اسبوعان تقريبًا بسرية ولا أحد يعلم لكن ولله الحمد أعتقد بأني أفعل الخيار الصحيح وأعتقد أني امتلك جرأة لأكتب لكِ واعتقد أني واعية جدًا وأعلم أن المرض هو اختبار لكي نكون أقوى لنحب أنفسنا ولنرجع لها أعلم بأن عقلي يحاول بطريقته الخاصة واعلم ان جسدي يحبني لكن من الضغط أصيب بالاكتئاب وأعتقد أنه سيصبح انجاز ان تغلبت عليه بإذن الله وأتمنى بعد ان انهي هذه الرحلة أن أقوم بتوعية للأشخاص الذين ربما أتشارك معهم في نفس المرض لا أعتقد بأني أملك الجرأة لأتحدث بالعلن لكن أعتقد بأن الانترنت منصة مفيدة.

تلك هي قصتي! التظلم والأمتياز على أساس الصحة الذي تعرضت له ويتعرض له فئة المرضى وبالأخص المرضى النفسيين لأنهم يتم مقارنتهم بغيرهم "فـأنت لست مريض سرطان!" "مرضك غير مميت" "أنت تتدلع" "كلها أوهام بعقلك" بالرغم أنهم يحتاجون لدعم المقربين ويحتاجون للفهم فقط كي يتعالجوا ويقفوا من جديد لكن بالنسبة للمجتمع ما أن تتفوه بهذا وكأنه عار لك وكأنك تستطيع اختيار مرضك! أما بالنسبة للأعلام فالأعلام مقصر بحق المرضى النفسيين وحتى أحيانًا استخدام مصطلح"مريض نفسي" تستخدم كشتيمة ، وأيضًا يتم الظهور وكأن جميع الأفراد في المجتمع أفراد طبيعيين عاديين وأن أصبت بمرض نفسي وكأنك مجنون!

اما بالنسبة للجزء الآخر التمييز فهناك موقف حدث لي، خرجت إلى "الجمعية" أو مركز التسوق وكنت قد اشتريت الكثير من الحاجيات وذهب معي إلى السيارة العامل/الموظف أو لربما "الحمال" يتم تعيينه في مركز التسوق ليساعد على حمل الحاجيات للزبائن وحين وصلت وشكرته ولم أفكر حتى أن اعطيه مالاً لكنه طلب مني المال وقد اعطيته وقد غضب مني وقام بالصراخ بأن الزبائن الآخرون أكثر كرمًا غضبت من ردة الفعل وقد تساءلت لما علي أن أقوم بإعطائه المال؟ أليس هذا عمله ؟ مرت الأيام ذهبت وكلما أذهب لمركز التسوق أحمل حاجياتي بنفسي لا أريد أن يتم الصراخ عليّ وكنت غاضبة على فئة "العمال"
لأكون صريحة أنا لست شخص يحكم على فئة بأكملها من موقف شخص واحد لكن اخراج التمييز الذي أملكه لهو أمرٌ صعب ومخيف وأعتقد بعد فترة طويلة أني أملك تمييز على أساس الجنسية وبكل صراحة لا أعتقد بأني اكتسبت هذا الأمر أعتقد بأني أصبحت أميز الآخرين دون وعي مني بسبب الأحاديث التي تتوارد بين الناس مثل "اطردوا الوافدين" "العامل اذا قال السلام فهو يريد المال"

قبل سنة ونصف حصلت على رخصة القيادة بالرغم من "فوبيا السيارات" التي أعاني منها، وأعتقد بأن أي سائق سيصادف آلاف الأشخاص ومختلف الجنسيات منهم من يحترم القانون ومنهم المتهور بالنسبة لي كانت من أعظم مشاكلي مواقف السيارات قد اتأخر عن حصصي الدراسية بسبب أني لم أجد موقف بالرغم اني أخرج من المنزل قبلها بساعة، مرة وجدت موقفًا لكنه كان ضيقًا ولم أعرف كيف أتصرف وكان هناك "الهندي" الذي قام بمساعدتي ومرة أخرى أيضًا حدث عطل في سيارتي ولم أعرف كيف أتصرف وكنت خائفة وكان هناك مجوعة من الآسيويين/الهنود وقد قاموا بمساعدتي في هذه الفترة اصبحوا الاسيويين/الهنود أصدقائي في كل مرة يصبح بالسيارة عطل أول شخص أقول بسؤاله هو "الاسيوي" لأني متأكدة بأنه سيقوم بمساعدتي وبعضهم بالرغم اني اعطيهم المال إلا أنهم يرفضون

كان هناك حساب في تويتر للتوعية بقضايا العمال وبالأخص الفئة الآسيوية في الكويت حينما قرأت أكثر عن الظلم الذي يتعرض له العامل أو عندما أرى "عامل" يعمل في الساعة 12 ظهرًا في درجة حرارة قد تصل للخمسين ويجمع أوساخ الناس الذين يقومون برميها لأنهم يظنون أن هذا عمله وبأنهم بهذه العملة لن يقطعوا رزق العامل أدرك تمامًا كيف المجتمع والأعلام يساعد على التمييز.

لايتحدث الأعلام عن كيفية الظلم اتجاههم بل دائمًا يظهر احداثُا لأشخاص معينين وقد تظلم الفئة بأكملها مثل قصص حول جرائم القتل السرقة وغيرها.. وتلك القصص التي تجعل الفئة المهيمنة بالغضب أكثر اتجاه الفئة المظلمة.
بالحقيقة لا أعلم كيف أكون اكثر وعيًا أو أن لا اسمح للأعلام والأفكار المهيمنة في المجتمع في السيطرة عليّ، لكنّي أعلم جيدًا بأني سأكون مسؤولة أكثر واحتذي بأخلاق الرسول فلا فرق بين عربي واعجمي إلا بالتقوى وأعتقد في محيطي وفي وسائل التواصل الاجتماعي شعرت بأني قمت بالتركيز على موضوع التمييز بخصوص الوافدين والظلم الذي يتعرضون له."


*أي استفسار او كلام وماتبيني اعرفج تقدرين تكلميني هني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف تخلصت من فوبيا السيارات والقطط؟ -العناية والاهتمام بالقطط-

صباح/مساء الخير سعيدة جدًا بتفاعلكم على تدويناتي وانها تصل لقلوبكم، تخلوني اتحمس اكتب،  اليوم بتكلم عن الفوبيا/المخاوف بشكل عام وبشكل خاص وتجربتي معاها. أولاً ماهي الفوبيا؟ : خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثها أو مجرد التفكير فيها أو أجسام معينة أو أشخاص عند رؤيتها أو التفكير فيها. هذا الخوف الشديد والمتواصل يجعل الشخص المصاب عادة يعيش في ضيق وضجر لمعرفة بهذا النقص . قبل سنتان أو اكثر مااتذكر صراحة، تعرضنا لحادث سيارة كان جدًا بسيط لكن من بعدها واصابتني حالة خوف من السيارات خصوصا الركوب في المقعد الأمامي! عمومًا انا شخص خواف أخاف من العديد من الأشياء لكن دائما أحاول التغلب على مخاوفي بمواجهتها. لأني اكيد لازم اسوق واخذ الرخصة كان أول تدريب لي للحصول على الرخصة مع العزيز خالي الكبير، أول مرة حسيت ان بطني بينفجر من الخوف والتوتر والقلق والمفاجأة بعد ان فريت الشوارع الفاضية طلعني خالي على الشارع الرئيسي من أول مرة بحياتي! وكنت فعلاً فعلاً خايفة حاولت اهدأ وماانسى هالموقف المخيف وبنفس الوقت مغامرة مرة الأيام وبعد التدريب

عن الضياع، أُحدِّثُك.

أنت عالق في هذه الدوامة مرة أخرى، تحاول الوصل لكن إلى أين؟  تعتقد أن الخطوة الأولى هي الأصعب، لربما كانت صعبة بالبداية لكنك تقف في المنتصف، تدور في حلقة مفرغة وتستمر بالدروان تواجه المشاكل ذاتها ولاتتعلم أبدًا، تريد أن تتحدث لصديق، لغريب أو لأي أحد لكن لا أحد هنا، بطريقة ما الجميع يرحل بالنهاية، وأنت لست حزين من هذا، أنت حزين لأنك عالق مع ذاتك.   تحاول الهرب مرارًا وتكرارًا، لكن تهرب ممّن؟ وإلى أين؟ تتمنى التلاشي، أن تختفي من هذا العالم، تعتقد بأن تلك رغبتك الوحيدة، لكنك أيضًا تمتلك ما يسمى "بالأمل" ربما ضوء خافت، بصيص من النور، تطلق وعودًا وتقسم بأنه لا تصالح وأنك ستغادر ولن تعود، لكنك تعود بالنهاية،تبدو ضائعًا كما هي العادة، تخاف من المواجهه وتهرب دائمًا، تعتقد بأنك هادئ لكن عقلك لا يهدأ، حتى طريقتك في الكتابة تبدو سيئة، أنتتعلم في داخلك بأنه لا أحد في هذا العالم سينقذك، أنت عالق مع آخر شخص تود التحدث إليه"نفسك"، مشاكلك منك والحل داخلك، لكنك مازلت تهرب، تتحدث عن التخلي والتلاشي، لكنك عالق مع الأمل في داخلك، تبدأ أول خطوة في إنقاذك تضع وعودًا مرة أخرى وعودًا أكبرم

حقيقة الأشياء

الثانية عشر والتاسعة وخمسون دقيقة بعد الظهر  لم أستطع النوم،  بالرغم أني حلمت بك  لكني لا أريد تأكيد هذا لنفسي،  حقيقة أني لم أستطع تجاوزك،  تجاوز اننا كنا أصدقاء في ما مضى.  تربكني حقيقة الأشياء  حقيقة أني عالقة في نفس النقطة  بعد أعوام من الرحلة والعبور،  هل حقًا لم استطع التجاوز؟  من بعد سنوات من الصداقة  ثم العداوة  ثم الجفاء  لكني مازلت لهذا اليوم أتساءل  لمَ أحلم بك؟  لم لهذا اليوم؟  وعلمت للحظة أنني عالقة بالذكرى. أو لحظة..  أنا عالقة باللحظة كيف لم نصبح أصدقاء؟  لربما ما أردته أكثر من أي شيء، حديث لطيف بيني وبينك مع كوب قهوة..  مجرد حديث.