التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عن الضياع، أُحدِّثُك.





أنت عالق في هذه الدوامة مرة أخرى، تحاول الوصل لكن إلى أين؟ 
تعتقد أن الخطوة الأولى هي الأصعب، لربما كانت صعبة بالبداية لكنك تقف في المنتصف، تدور في حلقة مفرغة وتستمر بالدروان تواجه المشاكل ذاتها ولاتتعلم أبدًا، تريد أن تتحدث لصديق، لغريب أو لأي أحد لكن لا أحد هنا، بطريقة ما الجميع يرحل بالنهاية، وأنت لست حزين من هذا، أنت حزين لأنك عالق مع ذاتك.
 
تحاول الهرب مرارًا وتكرارًا، لكن تهرب ممّن؟ وإلى أين؟ تتمنى التلاشي، أن تختفي من هذا العالم، تعتقد بأن تلك رغبتك الوحيدة، لكنك أيضًا تمتلك ما يسمى "بالأمل" ربما ضوء خافت، بصيص من النور، تطلق وعودًا وتقسم بأنه لا تصالح وأنك ستغادر ولن تعود، لكنك تعود بالنهاية،تبدو ضائعًا كما هي العادة، تخاف من المواجهه وتهرب دائمًا، تعتقد بأنك هادئ لكن عقلك لا يهدأ، حتى طريقتك في الكتابة تبدو سيئة، أنتتعلم في داخلك بأنه لا أحد في هذا العالم سينقذك، أنت عالق مع آخر شخص تود التحدث إليه"نفسك"، مشاكلك منك والحل داخلك، لكنك مازلت تهرب، تتحدث عن التخلي والتلاشي، لكنك عالق مع الأمل في داخلك، تبدأ أول خطوة في إنقاذك تضع وعودًا مرة أخرى وعودًا أكبرمنك، تتحدث وكأنك واثق بالتغيير تخطو أول خطوة في طريق لاتعرف وجهته، لكنك تحاول، تستمر بالمحاولة، الجميع يتحدث، الجميع يقول"بأنك لم تحاول كفاية"، تفتقد القدرة على البكاء، رغم أنك تبكي بالليل كابحًا صوتك.
ولهذا تكره الليل.

هل البكاء يفيد؟ هل المحاولة تجدي نفعًا؟ تتساءل عن المعنى وراء المعنى؟ مالمغزى من كل هذا كله؟ 
"الحياة عبارة عن دروس" رغم التساؤل تجيب في الوقت ذاته. 

لا تعلم ماهي السعادة ولا تحاول البحث عنها، لقد وعدت نفسك بالهدوء بالسكينة وقد حصلت عليها، تلوم ذاتك لأنك ترغب بالمزيد رغم أنّ الطمع طبع للبشر، لكنك تعتقد بأنك مختلف، بلا انتماء، تتمنى بأن تصبح شجرة، ولكن حتى الشجرة تنتمي للأرض، تخاف من الكلمة، أن تعترف بالوحدة، مع كل هذا لم تكن وحيدًا يومًا والوحدة ليست مشكلتك الوحيدة، تلك المشاكل التي نبذتها، صغيرها وكبيرها ظلت تلاحقك تدور حولك، تتمتم بأنك لا تبحث عن الانجازات رغم أنك تواق إليها، شعور الانتصار واللذة بعد عمل مرهق أو تحقيقك لحلم لطالما انتظرته أوكتابة نص مفيد أو حتى انتصاراتك الصغيرة، رغم كل هذا أنت تعتقد بأنك تخليت عن كل هذا، لا انجازات لا أحلام لا خطط وتقول بأنك تريد العيش؟ لكنك تملك الرغبة والدافع للعيش لمواجهة الحياة، أليس كذلك؟ 

مع هذا أنت تشك، حتى فى رغباتك، في افكارك، في قدراتك وأحلامك، تبحث عن الثقة وتظن بأنها حبة سحرية يمكنك التهامها، تنسى أوتتناسى أن الثقة تُكتسب وليست غريزة، تريد من الناس مساعدتك لكنك لاتحاول مساعدة نفسك حتى، تريد كتابة نص مشرق لكنك تفشل تبدو الكلمات ضائعة، لقد تخليت عن الكلمات منذ فترة طويلة، تفعل الأشياء ذاتها التي وعدت بأنك لم ولن تفعلها، تقسو على نفسك كما يفعل بك العالم، تتمتم "لابأس" وتبدأ مرة أخرى تظل تحاول، تجرُّ خطواتك للذهاب مرة أخرى لشخصٍ آخر بشريُّ مثلك، تتجاهل بأن الحلول داخلك، تظن بأنك تحتاج للمساعدة وتظن بأنك لم تحاول أو حاولت بما فيه الكفاية، لكنك تهرب مرة أخرى، لتضيع مرة أخرى يتكرر السيناريو 
مثل تكرارك لكلماتك في هذا النص.

لكن لا يوجد نص أنت ضائع وعالق تبحث عن الحل ولا يوجد حل، تريد أن تتفوه بالإيجابيات، أن تخدع نفسك حتى تُصدق بأن المستحيل لم يكن مستحيلاً، و دون جدوى، تحاول البحث عن المغزى وراء اسمك، تظن بأنك منارة تهدي السفن، لكنك تتوه بدل أن تهدي أي سفينة، في داخلك أنت لا تتمنى بأن تصبح عظيمًا أو براقًا، لكنك مازلت تبحث عن منارتك الخاصة، وتستمر بالبحث طويلاً. 

يبدأ الشيطان أولى خطواته، بالرغم انك اغلقت بابه أو هذا ما ظننته، ترغب بالعيش ولديك الدافع والاستمراية ولن تسلم روحك للشيطان، لأنك تحاول التقرب للسماء، لكن في خفايا نفسك الشيطان يتسلل إليك ببطئ، يحاول التهامك، يُفقدك القدرة على التوازن، لقد هزمت الشيطان في السابق، تؤمن بأنك قوي رغم إلحادك في كل الأشياء، تستمر بالمحاولة رغم أنهم يتفوهون بأنك لم تحاول، مرة أخرى، يتكرر النص ذاته،بدلاً من أن تقتلع البذرة الفاسدة من جذورها وتصرخ بأن يتوقف كل شيء أو تُخرس هذا الصوت، أنت تصمت، تدعي أنك طيب ذو أخلاقٍ رفيعة، لكن لمن تريد إثبات كل هذا؟ الجميع يختار ذاته بالنهاية، مشكلتك كانت داخلك، إنها افكارك البسيطة التي تحاول نبذها، معتقداتك التي تظن بأنها قد صقلتك، المنطق الذي تستمر بالبحث عنه، و تتخذ أول خطوة لكنك لا تنتهي أبدًا من المحاولة. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف تخلصت من فوبيا السيارات والقطط؟ -العناية والاهتمام بالقطط-

صباح/مساء الخير سعيدة جدًا بتفاعلكم على تدويناتي وانها تصل لقلوبكم، تخلوني اتحمس اكتب،  اليوم بتكلم عن الفوبيا/المخاوف بشكل عام وبشكل خاص وتجربتي معاها. أولاً ماهي الفوبيا؟ : خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثها أو مجرد التفكير فيها أو أجسام معينة أو أشخاص عند رؤيتها أو التفكير فيها. هذا الخوف الشديد والمتواصل يجعل الشخص المصاب عادة يعيش في ضيق وضجر لمعرفة بهذا النقص . قبل سنتان أو اكثر مااتذكر صراحة، تعرضنا لحادث سيارة كان جدًا بسيط لكن من بعدها واصابتني حالة خوف من السيارات خصوصا الركوب في المقعد الأمامي! عمومًا انا شخص خواف أخاف من العديد من الأشياء لكن دائما أحاول التغلب على مخاوفي بمواجهتها. لأني اكيد لازم اسوق واخذ الرخصة كان أول تدريب لي للحصول على الرخصة مع العزيز خالي الكبير، أول مرة حسيت ان بطني بينفجر من الخوف والتوتر والقلق والمفاجأة بعد ان فريت الشوارع الفاضية طلعني خالي على الشارع الرئيسي من أول مرة بحياتي! وكنت فعلاً فعلاً خايفة حاولت اهدأ وماانسى هالموقف المخيف وبنفس الوقت مغامرة مرة الأيام وبعد التدريب

حقيقة الأشياء

الثانية عشر والتاسعة وخمسون دقيقة بعد الظهر  لم أستطع النوم،  بالرغم أني حلمت بك  لكني لا أريد تأكيد هذا لنفسي،  حقيقة أني لم أستطع تجاوزك،  تجاوز اننا كنا أصدقاء في ما مضى.  تربكني حقيقة الأشياء  حقيقة أني عالقة في نفس النقطة  بعد أعوام من الرحلة والعبور،  هل حقًا لم استطع التجاوز؟  من بعد سنوات من الصداقة  ثم العداوة  ثم الجفاء  لكني مازلت لهذا اليوم أتساءل  لمَ أحلم بك؟  لم لهذا اليوم؟  وعلمت للحظة أنني عالقة بالذكرى. أو لحظة..  أنا عالقة باللحظة كيف لم نصبح أصدقاء؟  لربما ما أردته أكثر من أي شيء، حديث لطيف بيني وبينك مع كوب قهوة..  مجرد حديث.