التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ثم، لاشيء.









لم نخض صراعات أو شجارات لنكون مشاكل بلّ على العكس، لاشيء من الألم والاشتياق حصل لنا، كنّا فارغين، ولست أدري ماهي علاقتنا بالأصل؟ بعد أن انتيهنا يبدو أن الصورة أتضحت الآن. 

لم تنبُتْ شجرة بداخلي في الأصل لكي تذبل وأفقدك، حينما تعريت أمامي أصبح الأمر واضحًا، الدرع الذي لطالما احتميت به كان هشًا،ضعيفًا، قابل للكسر، بدأت تسول لي نفسي بأنك "بشري" أيضًا لم تكن كامًلا لم تكن نورًا أو ظلامًا، لم تهدي أحد، حتى أنت يمكن أن تكون وحيدًا ومكسورًا وتغرق في ظلامك،جزء مني كان يعجبه الأمر.

أتذكر لقاءنا الأول، دهشتي الأولى بك، ربما كضوء مصباح معطوب ينير تارة ويظلم في أوقات أخرى، أو شعلة كبريت أشعلت في داخلي رغبة تنافسية لم أعلم بوجودها حتى، ظننت بأني أستطيع أن أسطع قليلاً وأتجاوز نورك الخافت الذي كنت أحتمي به، بدأ الأمر الآن يبهت،يتلاشى شيئًا فشيئًا.

جزء آخر مني كان مفزوعًا غارق في اللوم"مالذي أخطأت به؟" "يجب علي التشبث لا يمكن لهذا أن ينتهي" وبعد كل هذا أتساءل مالذي كان بيننا؟

كان كلانا يرغب بالحب، يستميت بأن يكون محبوبًا، يزرع ويحصد، يعطي ويأخذ. أتعلم؟ مهما أحببنا بعضنا-أنا وأنت-أو وجدنا الحب في طريقنا، لربما كان أمامنا، كنا نرفضه. نشترك بأمرٍ واحد كلانا كان أحمقًا معميّ أو معصوب العينيين، نركض ونلهف وراء كلمة واحدة،لنرضي أشخاصًا لم يحاولوا أبدًا تقبلنا، كنا نسعى للوصول لكسر الجسور، نحطم الجدران، جدارًا وراء جدار، لنثبت للعالم بأننا كنا محبوبين، مقبولين، طبيعيين، لم ينقصنا شيء. نتمنى بعد التيهان في آخر الطريق، أن نجد في القلب ذاته الذي ظلّ يجحد سُبلنا، ينكروجودنا، ولا يعترف بنا؛ مكانًا لنا.

نلاحق ظلالًا ونظلّ نخطو في دروبٍ بعيدة كل البعد عنّا، ونتيجة لهذا نسينا أنفسنا، مع علمنّا بالنزيف داخلنا والندبات التي تبقت في أرواحنا، تقبلنا الواقع. مهما كانت عدد محاولاتك لن تتمكن من فتح القلب المغلق، رغم كل هذا أردنا لمرة أخيرة أن يلتفتوا لنا، أو على الأقل يتخلوا عنّا، يرموننا للحياة، أما مهزومين أو نترك للخوف ونحاول أن نُرضي ذواتنا، والحقيقة المشوهة نحن لم نتجاوز هذا كله، ولم نعطي الفرصة لنحب أنفسنًا أولاً لنحاول أن نرضا عنها ثانيًا. 

وكلانا بصدفة أو بأختيار تقابلت طرقنا، أنت فجأة وجدت نفسك عالق في مأزق، في علاقة لاتشبهك، لترضي آخرين لم يهتموا لأمرك مع امرأة لم تكلف نفسك عناء البحث عنها، وبدلاً من الأخذ كنت تنهب، ودوري أنا أن لا أُترَكْ وحيدة، أدَّعي ولو كان كذبًا بأني وجدت ملاذي، منزلاًيحتويني. ونغرق لا أكثر، نرتدي الكثير من الملابس لنستر أنفسنا وتعريّنا أكثر. 

في وقت صحوتنا أدركنا بأننا جائعين متعطشين لأي أحد، رضينا ببقايا، رُمينا في سنّ صغير لمشروع أكبر منّا، هذا كله لم يكن رغبتنا، كنا نلهف وراء رضا آخرين خلف قناع أن هذا كله لأجل رضانا الداخلي، ضعنا مرة أخرى في داخلنا وتغيرنا فنسينا أنفسنا، أدعيّنا أننا فيالطريق الصحيح، ولربما لو امتلكنا حياة خاصة بنا لنبحث قليلاً، نلتفت يمينًا ويسارًا وننظر بعيدًا عن الجسور والجدران هناك أبواب مفتوحة لمصراعيها فقط لنا، ولو نمتلك الشجاعة كفاية لخطوة صغيرة في طريق خاص بنا، ولكننا بدلاً من هذا لم نؤمن ولو قليلًا في أنفسنا، لم نعتقد أننا نستحق السعادة، أعتدنا الألم وتشبثنا بالظلام خوفًا من المجهول. 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف تخلصت من فوبيا السيارات والقطط؟ -العناية والاهتمام بالقطط-

صباح/مساء الخير سعيدة جدًا بتفاعلكم على تدويناتي وانها تصل لقلوبكم، تخلوني اتحمس اكتب،  اليوم بتكلم عن الفوبيا/المخاوف بشكل عام وبشكل خاص وتجربتي معاها. أولاً ماهي الفوبيا؟ : خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثها أو مجرد التفكير فيها أو أجسام معينة أو أشخاص عند رؤيتها أو التفكير فيها. هذا الخوف الشديد والمتواصل يجعل الشخص المصاب عادة يعيش في ضيق وضجر لمعرفة بهذا النقص . قبل سنتان أو اكثر مااتذكر صراحة، تعرضنا لحادث سيارة كان جدًا بسيط لكن من بعدها واصابتني حالة خوف من السيارات خصوصا الركوب في المقعد الأمامي! عمومًا انا شخص خواف أخاف من العديد من الأشياء لكن دائما أحاول التغلب على مخاوفي بمواجهتها. لأني اكيد لازم اسوق واخذ الرخصة كان أول تدريب لي للحصول على الرخصة مع العزيز خالي الكبير، أول مرة حسيت ان بطني بينفجر من الخوف والتوتر والقلق والمفاجأة بعد ان فريت الشوارع الفاضية طلعني خالي على الشارع الرئيسي من أول مرة بحياتي! وكنت فعلاً فعلاً خايفة حاولت اهدأ وماانسى هالموقف المخيف وبنفس الوقت مغامرة مرة الأيام وبعد التدريب

السقوط بلا قاع.

  في منتصف الليل أستيقظ وحيدة غارقة في اللاشعور، أحاول المقاومة لكن دون جدوى أتساءل في وسط اللاجدوى ما الذي أقاومه حتى؟ أشعر بأن عقلي صافٍ وهذا أمر غير معتاد لكن جسدي لم يعد جسدي نفسه وهناك خطب ما، أتذكر مقولة صديقتي حينما تدخل في مشكلة"سيمر كل مرّ، سيمر" أكرر على نفسي لكن هل سيمر عبري أم من خلالي؟ أتنهد للمرة المليون أكرر على نفسي "أنا بخير وبأفضل حال" أحتضنها آملة بأن أهدأ قليلاً لكن الأمر لم يعد سهلاً، لا أستطيع إقفال عينيّ أشعر بأنه يراقبني يريد أن يلتهم روحي. من؟ بالطبع أنه الشيطان. لطالما قيل لنا بأن الشيطان أسوأ مخلوق خلق، لطالما كانت هناك حرب الشياطين ضد الآلهة، حرب الشياطين ضدالبشر، لربما البشر مخلوقات غريبة وعجيبة تتمسك بالأمل تيأس وتنهض مرة أخرى. لكني أنا أعتقد بأنّي خسرت. ربما لم تبدأ المعركة بعد لكني خاسرة ولا أعلم ما هو الفوز ولا أريده حتى، لم أرغب سوى بأن أنام من دونإزعاج في رأسي. الأفكار والحروب والأعاصير التي في رأسي تلتهمني تتركني للهاوية لكي أسقط بلا قاع. لا أعلم ما الذي أقاتله ربما الشيطان ربما الظلام ربما نفسي. أُهزم وأستسلم وأغفو.  ربما لم أنم

مراجعتي لأنمي ملحمة فينلاند - Vinland Saga

"ثمّة شيء حدث في طفولتك، وبدون أن تعي ذلك، كل شيء سيدور حوله، إلى آخر لحظة من حياتك."  #أحلام_مستغانمي السلام عليكم اخباركم؟ اليوم بتكلم عن انمي يمكن يعتبره البعض منكم "انمي الموسم" ويمكن مايعجب البعض منكم، بالبداية انا قارية المانجا وعارفة أحداث الأنمي بس صدمني انتاج الانمي وابداعه استمتعت جدًا بالانمي واحداثه وحتى التغييرات اللي سواها الاستديو بالانمي عجبتني بصراحة، انمي ممتع ويستحق المشاهدة.  معلومات عن الانمي : الإسم كامل:  Vinland Saga الاسم بالانجليزي:  Vinland Saga الأسم بالياباني:  ヴィンランド・サガ الإسم بالعربي:  حكاية أرض النبيذ- حكاية فينلاند           قصة فينلاند- ملحمة فينلاند التصنيفات:   أكشن، مغامرات، تاريخي، دراما، سينن الموسم:  صيف 2019 تاريخ العرض:  8 يوليوز 2019 عدد الحلقات:  24 التصنيف العمري:   R (للاعمار 17 سنة وما فوق، يتضمن عنف والفاظ بديئة) المصدر:  مانجا من نفس الأسم  استديو الإنتاج:   Wit Studio التقييم:  8.74  -حسب موقع تصنيف الانمي العالمي MyAnimeList - المرتبة العالمية:   #37 تحذير ه