التخطي إلى المحتوى الرئيسي

السقوط بلا قاع.

 



في منتصف الليل أستيقظ وحيدة غارقة في اللاشعور، أحاول المقاومة لكن دون جدوى أتساءل في وسط اللاجدوى ما الذي أقاومه حتى؟

أشعر بأن عقلي صافٍ وهذا أمر غير معتاد لكن جسدي لم يعد جسدي نفسه وهناك خطب ما، أتذكر مقولة صديقتي حينما تدخل في مشكلة"سيمر كل مرّ، سيمر" أكرر على نفسي لكن هل سيمر عبري أم من خلالي؟
أتنهد للمرة المليون أكرر على نفسي "أنا بخير وبأفضل حال" أحتضنها آملة بأن أهدأ قليلاً لكن الأمر لم يعد سهلاً، لا أستطيع إقفال عينيّ أشعر بأنه يراقبني يريد أن يلتهم روحي.
من؟ بالطبع أنه الشيطان. لطالما قيل لنا بأن الشيطان أسوأ مخلوق خلق، لطالما كانت هناك حرب الشياطين ضد الآلهة، حرب الشياطين ضدالبشر، لربما البشر مخلوقات غريبة وعجيبة تتمسك بالأمل تيأس وتنهض مرة أخرى.
لكني أنا أعتقد بأنّي خسرت. ربما لم تبدأ المعركة بعد لكني خاسرة ولا أعلم ما هو الفوز ولا أريده حتى، لم أرغب سوى بأن أنام من دونإزعاج في رأسي. الأفكار والحروب والأعاصير التي في رأسي تلتهمني تتركني للهاوية لكي أسقط بلا قاع.
لا أعلم ما الذي أقاتله ربما الشيطان ربما الظلام ربما نفسي. أُهزم وأستسلم وأغفو. 
ربما لم أنم نومة هنيئة لكني نمت على الأقل، أستيقظ في العصر لطالما وبخت من عائلتي بأني كثيرة النوم، لا أحد يعلم بأني أتوق للنوم،للنوم طويلًا لأحلام سعيدة.
أحيانًا أتوق للعالم الآخر، أشعر بأن المجهول مرغوب بالنسبة لي، ربما الغريب بأن عينيّ الميتة تصبح فضولية عند القراءة عن الموت المجهول. الأمر الذي لطالما خاف منه الإنسان يحاول ويحاول الهرب منه، العديد من الحضارات والديانات تحدثت عن الموت. يُقال بأن الحضارةالمصرية هي أول من اهتم بفكرة الموت ويؤمنون بفكرة "البعث"، وفي حضارة سومر آمنت في حياة ما بعد الموت، وفي البوذية عندما يموتالشخص يعود إلى الحياة في شكل آخر وبناءً على الأعمال التي يقوم به البوذي في حياته السابقة تحدد الحياة القادمة، وفي اليهودية الموتانطفاء وتلاشي وعدم.
بالنسبة لي أشعر بأن الحياة سراب هزيل نحاول أن نلحقه لكنّه يبتعد عنّا يتركنا للظلام ليبتلعنا، والحياة ليست طيبة لتلك الدرجة الحياة لن تهديك للموت بسهولة حتى لو صرخت بأنك تريده الحياة ستعدك بأن تهديك للموت فقط عندما تتمسك في هذه اللحظة وحين تتوق رغبةً بالحياة، حين تتمنى بأن يتوقف العمرُ للحظة لأنها أجمل لحظة فقط حينما تتمسك بها، الحياة ستُهديك للموت.
يُصبح السرير صديقي، ألازمه ولا أستطيع التخلي عنه ليس لأنه أفضل الأصدقاء على العكس لأنه الصديق السيء. أنت تعلم بسوئه لكنكتلازمه تغرق بالسوء بالخطايا بالظلام، يصبح تأمل السقف عادة حينما تفقد الرغبة، حتى رغباتك الأساسية مثل استيقاظك من النوم ذهابك للحمام كل شيء يصبح متعبًا صعبًا. أتأمل السقف آملةً بأن أجد حلاً ما، يظهر شخص أو شيء أي شيء أن يخرجني من هذا الشعور، لاهو ليس شعور بل كابوس هذا الفراغ القاتل المؤلم، اللاشيء، اللامعنى.
هل هو مقاتلة نفسك؟ عقلك؟ لا لا.. لا أعلم. 
أريد فقط الخروج، ألجأ إلى الله إلى الدعاء أُلحّ وأكرر "إلهي ربي العزيز أخرجني من الظلمة إلى النور أرجوك ساعدني"
أنام ويصبح النوم رفيقًا هو الآخر، لكنه ليس سيئًا على الأقل يشعرني بأني أفعل شيئًا ما، تطاردني كوابيسي وأهرب منها أستيقظ في منتصف الليل وحيدة حيث الجميع نيام ولطالما كرهت وقت منتصف الليل يجعل مشاعرك ثقيلة ومُتعبة.
 
تتكرر الأحداث نفسها أُهزم وينتصر الشيطان أو الظلام أو أيًا كان! المهم أني أُهزم وأكره نفسي أكره ضعفي قلة حيلتي استعجالي عدمصبري ووضعي أتساءل دائما "لمَ أنا؟" لكني أعلم بأنه سؤال بلا جدوى. لطالما قيل بأن الله إن أحبّ عبدًا ابتلاه وأن الأقوياء يعانون فيحياتهم لذلك هم أقوياء. لكن في لحظتي هذه لا أريد أن أكون قوية. أريد الخلاص الهدوء السكينة الطمأنينة لطالما تمنيت من وجود أي شخص يحتضنني يخبرني بأن الأمور ستمر لكني وحيدة في ليلة تعيسة أصرخ بلا صوت.
الاستيقاظ وعمل اللاشيء يصبح روتيني الشيء الوحيد الذي أفعله، قد يبدو الأمر صعب التصديق بالنسبة لك، لكن الذهاب للحمام والقيامبالأمور الروتينية الطبيعية تبدو أصعب مما هي عليه بالنسبة لي، الاستيقاظ الذي لا يتطلب جهدًا بالنسبة لك، يبدو العملية الأصعب لي،مطاردة أحلامك وأهدافك والسعي وراءها لهو أمرٌ بعيد، بعيد جدًا بالنسبة لي. 
 

أشعر دائمًا بالوحدة الفراغ حتى وأنا محاطة بين الأحبة. لكن حينما أغرق أفضل الغرق وحيدة لا أتمنى لعدوي حتى أن يُمر بهذه الفترة التي أمر بها، أشعر بأني لا أستطيع إخبار أحد لأني أقاتل ضد فراغ، يبتلعني أحاول مقاومته والخروج أو أن أطلب المساعدة لكن دون جدوى.

-كتبت في ٢١ يونيو، ٢٠٢٠ الساعة ١:٠٦ صباحًا 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كيف تخلصت من فوبيا السيارات والقطط؟ -العناية والاهتمام بالقطط-

صباح/مساء الخير سعيدة جدًا بتفاعلكم على تدويناتي وانها تصل لقلوبكم، تخلوني اتحمس اكتب،  اليوم بتكلم عن الفوبيا/المخاوف بشكل عام وبشكل خاص وتجربتي معاها. أولاً ماهي الفوبيا؟ : خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثها أو مجرد التفكير فيها أو أجسام معينة أو أشخاص عند رؤيتها أو التفكير فيها. هذا الخوف الشديد والمتواصل يجعل الشخص المصاب عادة يعيش في ضيق وضجر لمعرفة بهذا النقص . قبل سنتان أو اكثر مااتذكر صراحة، تعرضنا لحادث سيارة كان جدًا بسيط لكن من بعدها واصابتني حالة خوف من السيارات خصوصا الركوب في المقعد الأمامي! عمومًا انا شخص خواف أخاف من العديد من الأشياء لكن دائما أحاول التغلب على مخاوفي بمواجهتها. لأني اكيد لازم اسوق واخذ الرخصة كان أول تدريب لي للحصول على الرخصة مع العزيز خالي الكبير، أول مرة حسيت ان بطني بينفجر من الخوف والتوتر والقلق والمفاجأة بعد ان فريت الشوارع الفاضية طلعني خالي على الشارع الرئيسي من أول مرة بحياتي! وكنت فعلاً فعلاً خايفة حاولت اهدأ وماانسى هالموقف المخيف وبنفس الوقت مغامرة مرة الأيام وبعد التدريب

عن الضياع، أُحدِّثُك.

أنت عالق في هذه الدوامة مرة أخرى، تحاول الوصل لكن إلى أين؟  تعتقد أن الخطوة الأولى هي الأصعب، لربما كانت صعبة بالبداية لكنك تقف في المنتصف، تدور في حلقة مفرغة وتستمر بالدروان تواجه المشاكل ذاتها ولاتتعلم أبدًا، تريد أن تتحدث لصديق، لغريب أو لأي أحد لكن لا أحد هنا، بطريقة ما الجميع يرحل بالنهاية، وأنت لست حزين من هذا، أنت حزين لأنك عالق مع ذاتك.   تحاول الهرب مرارًا وتكرارًا، لكن تهرب ممّن؟ وإلى أين؟ تتمنى التلاشي، أن تختفي من هذا العالم، تعتقد بأن تلك رغبتك الوحيدة، لكنك أيضًا تمتلك ما يسمى "بالأمل" ربما ضوء خافت، بصيص من النور، تطلق وعودًا وتقسم بأنه لا تصالح وأنك ستغادر ولن تعود، لكنك تعود بالنهاية،تبدو ضائعًا كما هي العادة، تخاف من المواجهه وتهرب دائمًا، تعتقد بأنك هادئ لكن عقلك لا يهدأ، حتى طريقتك في الكتابة تبدو سيئة، أنتتعلم في داخلك بأنه لا أحد في هذا العالم سينقذك، أنت عالق مع آخر شخص تود التحدث إليه"نفسك"، مشاكلك منك والحل داخلك، لكنك مازلت تهرب، تتحدث عن التخلي والتلاشي، لكنك عالق مع الأمل في داخلك، تبدأ أول خطوة في إنقاذك تضع وعودًا مرة أخرى وعودًا أكبرم

حقيقة الأشياء

الثانية عشر والتاسعة وخمسون دقيقة بعد الظهر  لم أستطع النوم،  بالرغم أني حلمت بك  لكني لا أريد تأكيد هذا لنفسي،  حقيقة أني لم أستطع تجاوزك،  تجاوز اننا كنا أصدقاء في ما مضى.  تربكني حقيقة الأشياء  حقيقة أني عالقة في نفس النقطة  بعد أعوام من الرحلة والعبور،  هل حقًا لم استطع التجاوز؟  من بعد سنوات من الصداقة  ثم العداوة  ثم الجفاء  لكني مازلت لهذا اليوم أتساءل  لمَ أحلم بك؟  لم لهذا اليوم؟  وعلمت للحظة أنني عالقة بالذكرى. أو لحظة..  أنا عالقة باللحظة كيف لم نصبح أصدقاء؟  لربما ما أردته أكثر من أي شيء، حديث لطيف بيني وبينك مع كوب قهوة..  مجرد حديث.